هو عمرو بن كلثوم، الذي ينتمي إلي قبيلة(تغلب)، والذي يسمو نسبه، فقد كان أبوه(كلثوم بن عتاب) سيد قومه، وأمه(ليلي بنت المهلهل بن ربيعة) أسطورة العرب في الشجاعة والإقدام، والملقب في السير الشعبية ب(الزير سالم) وقد صار(عمرو) زعيماً لقبيلته وهو في سن(الخامسة عشرة)، وهو من شعراء المعلقات، وقد اشتهر ب(شاعر القصيدة الواحدة).
قتل(عمرو) الملك(عمرو بن هند) دفاعاً عن كرامة أمه التي أراد الملك إذلال العرب جميعاً، بجعل أمه محاولة استخدام(ليلي) في قضاء بعض الأمور، فصاحت(ليلي) قائلة(وا ذلاه) مما جعل ابنها يقتل الملك(عمرو بن هند).
1ـ أبا هند فلا تعجل علينا وانظرنا نخــبرك اليقين
2ـ بأنا نورد الرايات بيضاً ونصدرهن حمراً قد روينا
3ـ وأيام لنا غــــــر طوال عصينا الملك أن ندينــا
الكلمة معناها الكلمة معناها
لا تعجل لا تتسرع أنظرنا أمهلنا
نخبرك نعلمك اليقين حقيقة الأمر
نورد ننزل الرايات الأعلام
نصدرهن نرجعهن غر مميزة
عصينا أبينا ندين نخضع
يخاطب عمرو الملك(عمرو بن هند) محقراً له، قائلاً: ـ لا تتسرع في الحكم علينا، وأمهلنا كي نخبرك بحقيقة الأمر الذي غاب عنك.
فأننا ندخل المعارك، وأعلامنا بيضاء ناصعة، ونرجع منها وقد ارتوت بدماء الأعداء. كما أن لنا معارك شهيرة، تشهد بعزتنا، حيث أبينا أن نخضع للملوك.
متنوعة بين الخبري والإنشائي، بهدف إثارة الذهن، وجذب الإنتباه.
فمن الإنشائي(أبا هند) نداء غرضه التحقير.
(لا تعجل علينا) إنشائي، نهي للتحذير. (انظرنا) غرضه التهديد.
أما بقية الأساليب فهي خبرية، غرضها، التقرير والفخر بالشجاعة والقوة.
(قد روينا) استخدام(قد). التقديم والتأخير في(أيام لنا غر).
والتقديم والتأخير يفيد التوكيد والتخصيص.
الطباق بين(تعجل× انظرنا)، ( نورد× نصدر),( بيضاً×حمراً)، (عصينا× ندينا)، يقوي المعني ويوضحه. وفي البيت الخامس مقابلة.
(نورد الرايات) استعارة مكنية، صور الرايات بالإبل التي ترد الماء لتشرب. (نصدرهن حمراً) استعارة مكنية توحي بكثرة القتلى.
وفي قوله(عصينا الملك) كناية عن الشجاعة والقوة والعزة.
(أيام) مجاز مرسل عن المعارك، علاقته الزمنية، وسر جماله الدقة والتجسيم.
4ـ متي ننقل إلي قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
5ـ نُطاعن ما تراخي الناس عنا ونضرب بالسيوف إذا غُشينا
6ـ بسمر من قنا الخطي لُدن ذوابل أو ببيــض يخلينــــــا
الكلمة معناها الكلمة معناها
رحانا ج:أرحية. المراد: الحرب. طحينا مهلكين
نطاعن الطعن للسلاح تراخي تباعد
غُشينا اقتربوا منا سمر م: أسمر رماح جيدة
قنا رماح الخطي مدينة في البحرين
لدن مرنة×صلبة بيض م: أبيض سيوف
يختلينا يقطع رقابنا ذوابل م: ذابل. صلبة
ثم يقول: ونحن إذا ذهبنا إلي الأعداء، فأننا نحاصرهم ونطحنهم ونقتلهم جميعاً. ولدينا خبرة طويلة في الحروب، فنطاعن مستخدمين الرماح عن بعد،ووقت الالتحام نستخدم سيوفنا، ورماحنا لها شهرة عظيمة فهي مشهورة بمرونتها وحدتها.
كلها خبرية، غرضها إظهار الشجاعة والقوة.
والأفعال المضارعة، للتجدد والاستمرار واستحضار الصورة.
تقديم الجار والمجرور في(متي ننقل إلي قوم رحانا) وأيضاً في(يكونوا لها طحينا) بتقديم(لها) وهو قصر للتوكيد والتخصيص.
التضاد بين(ذوابل×لدن)، (سمر×بيض) ,(نطاعن× نضرب). يقوي المعني ويوضحه.
في قوله(رحانا) استعارة تصريحية، صور الحرب بالرحا.
(نكون لها في اللقاء طحينا) كناية عن شجاعتهم، وشدة حروبهم.
وفي البيت الخامس كناية عن خبرتهم الطويلة في الحروب وتمرسهم.
(سمر) كناية عن الرمح. (قنا) كناية عن السيوف.
7ـ نشق بها رؤوس القوم شقاً ونختلب الرقاب فيختلينا
8 ـ نجذ بها رؤسهم في غير بر فما يدرون ماذا يتقــــونا
9ـ ورثنا المجد قد علمت معــد نطاعن دونه حتى يبينـــا
الكلمة معناها الكلمة معناها
نشق نقطع نختلب نقطع
يختلينا يطعن الرؤوس بر رحمة وشفقة
يتقونا يتفادونا المجد الشرف ـ النبل
معد أحد أجداد العرب نطاعن نضرب بالسيف
دونه من أجله يبين يظهر ويتضح
حتى تفيد الغاية الرقاب الأعناق
ونحن نقطع رؤوس أعدائنا، بلا رحمة فلا نعطيهم فرصة لحماية أنفسهم، أو
الدفاع عن أنفسهم.نحن نملك نسب عريق، قد ورثناه عن أجدادنا، ونحارب من أجله، ومن أجل إظهاره.
كلها خبرية، تفيد التقرير والوصف، وإظهار الشجاعة والعزة والقوة.
استخدام المفعول المطلق في(شقاً)، استخدام(قد) في(قد علمت معد).
التوكيد بالقصر في(نشق بها رؤوس)،(نجذ بها رؤوسهم).
الجناس الناقص في(نختلب ـ يختلينا) يعطي جرساً موسيقياً جميلاً.
في البيت السابع والثامن: كناية عن القوة والشجاعة.
(ورثنا المجد) استعارة مكنية، حيث صور المجد بشيء مادي يُورث.
وفي قوله(معد) مجاز مرسل علاقته السببية، عبر ب(معد) وأراد العرب.
(نطاعن دونه) كناية عن الشرف والعزة، وتصح استعارة مكنية، حيث أنه جسم المجد، وجعله شيئاً مادياً.
10ـ بأي مشيئة عمرو بن هند تُطيع بنا الوشاة وتزدرينا
11ـ تهددنا وتوعدنا؟ رويـــــداً متي كُنا لأمـــك مقتوينــا
12ـ فإن قناتنا يا عمـــرو أعيت علي الأعــــداء أن تلينــــا
الكلمة معناها الكلمة معناها
مشيئة إرادة تطيع تستجيب
الوشاة النمامون تزدرينا تحتقرنا
توعدنا تهددنا رويداً تمهل
مقتوين م: مقتو خادمين قناتنا المراد:عزتنا
أعيت أبت واستعصت تلين تخضع
ثم يخاطب عمرو بن هند محقراً له، قائلاً: كيف تستمع لهؤلاء الوشاة الكارهين لنا، وتحتقرنا، ثم تقوم بتهديدنا، يجب عليك أن تتمهل، فنحن لم نكن في يوم من الأيام خدماً لأمك، فنحن أقوياء وأعزاء، ولطالما عجز أعدائنا علي إخضاعنا، أو كسرنا.
(بأي مشيئة) استفهام غرضه السخرية والتحذير.
(عمرو بن هند) إنشائي للتحقير والاستهزاء.
(متي كنا لأمك مقتوينا) استفهام للنفي والإنكار. (يا عمرو) إنشائي نداء للتحقير.
أسلوب القصر في(تطيع بنا الوشاة) بتقديم الجار والمجرور(بنا).
(تهددنا ـ توعدنا) إطناب بالترادف. (لأمك) توكيد بالقصر للتخصيص.
(إنَّ قناتنا) أسلوب مؤكد ب(إن).
(أعيت×تلينا) طباق يقوي المعني ويوضحه.
(إن قناتنا أعيت) كناية عن القوة والصلابة وعزة النفس، وسر جمال الكناية الإتيان بالمعني مصحوباً بالدليل.
13ـ إليكم يا بني بكر إليكم ألما تعرفوا من اليقينا
14ـ ألما تعرفوا منا ومنكم كتائب يطعَّن ويرتمينا
الكلمة معناها الكلمة معناها
اليقين الحقيقة كتائب م: كتيبة مجموعة من الأفراد
يرتمين يرمون بعضهم بالسهام ألما للاستفهام
يطعن يتسابق في الطعن تعرفوا تعلموا
يوجه الشاعر تهديده إلي بني بكر، الذين يعلمون حقيقة تغلب ومدي ما تتمتع به من قوة. فهم يعلمون حقيقية شجاعة وبسالة مقاتلينا من(تغلب) فطالما دارت الحروب بينهم وتبادلا الطعن بالرمح والرمي بالنبال والسهام، فكانت الغلبة دائماً لتغلب.
(إليكم) إنشائي أمر للتهديد، وتكراره للتوكيد.
(يابني بكر) إنشائي للتحقير والتهديد.
(ألما تعرفوا) إنشائي استفهام للتقرير والتهديد.
التوكيد بالقصر في(منا) للتخصيص والتوكيد.
الطباق في (منا×منكم) للشمول والعموم، والتوضيح.
في البيتين كناية عن الشجاعة والعزة والقوة، وإثبات الذات.
[1] الغرض الشعري لهذا النص، هو الفخر والحماسة.
[2] العاطفة السيطرة علي الشاعر: هي الاعتزاز بالنفس والإعجاب بقبيلته (تغلب).
[3] ألفاظ الأبيات تتسم بالسهولة والوضوح حيناً، والجزالة والقوة حيناً أخر.
[4] الأخيلة: ملائمة لعاطفة الشاعر.
[4] الأساليب الخبرية في الأبيات سائدة، ذلك لأنها تتناسب مع غرض الفخر.
[5] الأفعال المضارعة في المعلقة هدفها التجدد والاستمرار واستحضار الصورة
[6] عرف عمرو بن كلثوم، بشاعر القصيدة الواحدة،لأنه لم يصلنا من شعره إلا هذه المعلقة.
[7] هذه المعلقة كتبت في زمنين مخلتفين، أولهما أيام التحاكم بين العمرين(بن كلثوم) و(ابن هند) ويظهر ذلك من اختلاف الجو النفسي في المعلقة.
[8] أهم سمات عمرو بن كلثوم: شاعر مبدع ـ حكيم عزيز النفس ـ بطل شجاع ـ فصيح اللسان.
[9] أهم السمات الأسلوبية للشاعر: قوة بناء العبارة/ وضوح الفكرة/ روعة الخيال/ مبالغته في الفخر بالنفس والقبيلة.
يقول عمرو بن كلثوم: ـ
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخـــــــــبرك اليقين
بأنا نورد الرايات بيضاً ونصدرهن حمراً قد روينا
وأيام لنا غــــــــــر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا
[1] تخير الصحيح مما بين القوسين: ـ
أ ـ أنظرنا: أمر غرضه (التحقير ـ التعظيم ـ التهديد).
ب ـ غر : مفردها ( غرة ـ أغر ـ غرر ).
[2] في الأبيات سخرية واستهزاء، وفخر واعتزاز. وضح ذلك.
[3] هات من الأبيات: لوناً بيانياً، واذكر نوعه، وقيمته الفنية ومحسناً بديعياً.
[4] معلقة عمرو بن كلثوم قيلت في زمنين مختلفين. بم تعلل ذلك؟
البوابة 
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
أرجو من الجميع الدخول هنــا 
ركب أحلى الصور 
أحلى ألعاب الفلاش 
الجمعة ديسمبر 23, 2011 1:54 pm